القضايا الأسرية
في المملكة العربية السعودية، تعد القضايا الأسرية جزءا أساسيا من النظام القضائي، وتشمل مجموعة واسعة من المسائل القانونية المتعلقة بالأسرة، مثل الزواج، الطلاق، الحضانة، والنفقة، والميراث، وغيرها من القضايا التي تؤثر على حياة الأفراد داخل الأسرة. هذه القضايا تعالجها المحاكم المختصة بناء على نظام الأحوال الشخصية ولائحته التنفيذية، إضافة إلى القوانين الأخرى ذات الصلة.
الزواج والطلاق
تشمل القضايا الأسرية في السعودية معاملات الزواج والطلاق، حيث يشترط في عقد الزواج توفر الأهلية الشرعية للطرفين، إضافة إلى موافقة ولي الأمر للمرأة. أما في حالات الطلاق، فيتم عبر المحاكم الشرعية المختصة التي تنظر في قضايا التفريق بين الزوجين إذا تعذر استمرار الزواج. المحكمة تقوم بالنظر في الأمور المتعلقة بالطلاق مثل حقوق الزوجة، وتقدير النفقة، وتوزيع الممتلكات المشتركة.
الحضانة والنفقة
قضايا الحضانة تشكل جزءًا مهمًا من القضايا الأسرية، حيث يتم تحديد حق الحضانة بناء على مصلحة الطفل الفضلى، مع مراعاة حق الوالدين. الحضانة غالبا ما تمنح للأم إلا إذا ثبت أن مصلحة الطفل تتطلب غير ذلك. كما أن المحكمة تقرر في مسألة النفقة، حيث يلزم الأب بدفع نفقة الأطفال حسب قدرته المالية وحاجاتهم، ويمكن للمحكمة تعديل النفقة بناءً على تغير الظروف.
الميراث
الميراث في السعودية يخضع لأحكام الشريعة الإسلامية، حيث تقسم التركة وفقا لقواعد الفرائض الشرعية. المحاكم الشرعية هي المختصة بالنظر في هذه القضايا لضمان توزيع التركة بين الورثة حسب النسب الشرعية المحددة.
العنف الأسري
تعالج المحاكم السعودية أيضا قضايا العنف الأسري. تم إصدار نظام الحماية من الإيذاء لحماية الأفراد من العنف داخل الأسرة، ويشمل ذلك العنف الجسدي والنفسي. تقدم المحاكم الحماية للضحايا وتصدر الأوامر الوقائية التي تمنع المعتدي من الاقتراب من الضحية.
إجراءات المحاكم الأسرية
تتم معالجة القضايا الأسرية في محاكم الأحوال الشخصية، التي تلتزم بسرية الجلسات وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطراف. يشترط القانون على القضاة اتخاذ قراراتهم بناءً على الأدلة والشهود، مع مراعاة خصوصية الأسرة وحقوق جميع الأطراف.
تلعب المحاكم الأسرية في السعودية دورا حيويا في حل النزاعات الأسرية وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية والقوانين المعمول بها، مع التركيز على الحفاظ على استقرار الأسرة ومصلحة الأفراد المتضررين. تهدف هذه المحاكم إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وحماية حقوق الأطفال والنساء، وتوفير بيئة قانونية تضمن الإنصاف والاستقرار للأسر السعودية.